التسويق بالقصة وتأثيره على الجمهور

لطالما كانت القصة من أعظم وسائل التأثير في العقل الإنساني ، لأنها تخاطب مشاعره وعواطفه وتستفزها وقد يشعر الإنسان كثيراً أنها تعبر عنه هو بالذات ، فالمعروف أن عقل الإنسان يحفظ المعلومات والأفكار الواردة في القصص لأنه يرتبط بها عاطفياً إلى حد ما ، أضف إلى ذلك ما تضفيه القصة من حالة إثارة وتشويق ممتعة ،مما يوجه الأفكار ويغيرها بشكل غير مباشر ، ولعظمة تأثير الفن القصصي على العقل البشري نلحظ أنه استخدم في الخطاب الإلهي للإنسان عبر الكتب السماوية كافة.<>

أما في مجال التسويق …وبعد انقلاب المفاهيم الاستهلاكية والتسويق عموما بفضل الانترنت وتحول فكرة المستهلك السلبي إلى المستهلك الواعي ،فإن الإنترنت أجبرت الشركات الضخمة على المشاركة في القضايا الاجتماعية و الإنسانيّة, لتثبت أنها قريبة من الجمهور الذي تستهدفه عن طريق قصص تبثُّها عن طريق وسائل الإعلام ، فالإعلام أصبح منتوجه كبيراً جدا و المنافسة صعبة , و النجاح الحقيقي يكون عن طريق إحداث القصّة الأفضل التي ستجلب اهتمام الجماهير . .
إن اهتماما كبيرا يولّى للتسويق بالقصة خلال العامين الفائتين, ففي حفل توزيع جوائز لايون كان Lion Cannes للإبداع العالمي (وهو الاحتفال السنوي لأفضل حملة إعلانية و أفضل محتوى إعلامي) للعام 2015 تم الحديث عن السرد القصصي كأهم موضوع تم طرحه في جلب اهتمام الجمهور عن طريق المشاركة في قضايا المجتمع و الرسائل الأخلاقيّة في التسويق و الحملات الإبداعيّة.

ما هي طريقة التسويق بالقصة ؟

قصتك ليست ما يكتبه صانع المحتوى من تدوينات بموقعك، ليست تلك الإعلانات التي تنشرها بكل موقع ومدونة،القصة أهم من ذلك كله، القصة هي ما يجمع كل تلك النقاط لتكوّن هويتك التسويقية، وتعمل على انتشار منتجاتك وخدماتك بالأسواق، القصة هي ما يحفز موظفيك للاستيقاظ الخامسة والسادسة صباحًا لمباشرة العمل على شيء عظيم، مفهوم يؤكد وجودك على الإنترنت أجمعه . ولمزيد من التوضيح أقدم المكونات الأساسية للقصة التسويقية التي تنسجم مع مجال عملك …
1. القصة الجيدة تحتاج إلى بطل : أي قصة هي عن شخص ما وبطل أي قصة هو الذي يتحول مع تقدم القصة، من شخص عادي إلى شخص غير عادي ، وحين تكون قصتك التسويقية مقنعةفإن العميل سيشعر أنه البطل …
2. القصة التسويقية لها هدف محدد : الشركات الجيدة تسعى لحل مشاكل العملاء فهي تحاول فهم العميل واحتياجاته، وكيف يمكنها أن تحوله إلى بطل القصة التسويقية ، فبينما يحصل العميل على دور البطل ، تحصل الشركات على الأرباح والتطور العملي والوظيفي .. لذلك كان الهدف من قصتك التسويق يخضع لمدى فهمك للعميل ومتطلباته وكلما كان فهمك صحيحا كانت قصتك التسويقية أنجح …
3. تحتاج مشكلة أو كما يسمى في القصص العقدة : المشاكل والعقبات هي التي تجعل القصص مثيرة للاهتمام ، المشكلة يجب أن تمس العميل حتى يشعر بنهاية القصة أن حل مشاكله بحصوله على منتجك أو خدمتك …
4. تحتاج إلى قدوة أو مثال : حيث يقدم هذا الشخص القدوة قصتك ومن خلاله تبدو قصتك مقنعة إلى الحد المطلوب ، وكلما كان الشخص الذي يخبر مقنعا كانت قصتك التسويقية ناجحة أكثر …
5. على القصة أن تحمل مغزى أخلاقي : فلا يجب أن تخلو قصتك من الحكمة والمغزى حتى إن كانت بغرض تسويقي يسعى إلى الربح ولكنها لن تأسر العقول وتحرك العملاء إن بدت خالية من المعنى ، فقصتك ستظهر العميل البطل الذي ينتصر على العقبات ، وستترك الخيار بعدها للعميل كي يتوجه وفقاً للقناعة التي تكونت عنده من خلال قصتك التسويقية …
للحصول على المكافأة الحقيقية لا تخش الحقيقة : فمهما نوعت في قصتك وأبدعت لا يمكنك خداع العملاء طويلاً إن لم تلتزم بالحقيقة .. إن عصر الشفافية الرقمية يجعل انتصارك مذهلاً حين تلتزم بالحقائق مبتعداً عن الخداع …

قبل أن تقوم بتجهيز القصة التسويقية الملائمة عليك أن تسأل نفسك مجموعة أسئلة هي:
• من هو جمهورك المستهدف ؟
• ما هي المواضيع الأكثر تشويقاً والمرتبطة بمنتجك ؟
• كيف تحول المواضيع معرفية ، مسلية ، ممتعه ؟
• كيف يمكن للقصة أن تظهر فلسفة ومبادئ شركتك ؟
• ما هي أفضل قصة تناسب نوعية عملك ؟
مبدئياً إذا أردت إعداد قصتك عليك الالتزام بالقواعد التالية:
1ـ انس التسويق واصنع قصة خاصة بشركتك: فالتسويق ليس مجرد حملات إعلانية إنما الأهم هو ضمان استمرار الشركة والحفاظ على قاعدة العملاء وتوسيعها وأفضل طريقة للتواصل مع العملاء هي أن توجد قصة لشركتك تحكي عنها وعن سبب وجودها على أرض الواقع..
2ـ التزم بمكونات القصة : فأي قصة ببساطة تتكون من (( أحداث ، عقدة، شخصيات ،حوارات ، صراع ….))
3ـ المشاعر دائماً تربح: عليك أن تحرك مشاعر المتلقي بما يناسب الغرض والهدف المطلوب وهذا ما يميز القصة كأسلوب تسويقي ..
4ـ من الضروري وجود التشويق : وذلك لتكون قصة ممتعة ومقنعة أيضاً ، حيث يمكن أن تقدم قصتك على مراحل منفصلة وعند اللحظة المناسبة تعرض الإشارات التي تجمع بين المراحل كلها …
وأخيراً : فإن قصتك هي الرسالة والهدف من وراء كل ما تفعله أنت وفريق العمل في شركتك .

إعداد فريق شركة الطريقة الرقمية

اذا اعجبتك المعلومات هنا لا تنسى مشاركتها مع اصدقاءك